زيارة قبور الأنبياء والرسل والأولياء

بسم الله الرحمن الرحيم

زيارة قبور الأنبياء والرسل والأولياء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على شفيع العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد،،،

قال تعالى: (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ )) [يونس:62-64].

والأولياء دعاؤهم مستجاب كما جاء في الحديث القدسي: (( وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه )).

كيف لا وقد أمرنا الله تعالى بالدعاء والتعبد في الصلاة بمنزلتهم وكرامتهم وصلاحهم بقوله تعالى: (( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ )) [الفاتحة: 6-7].

وقد دعا أنبياءُ الله تعالى بذلك ومنهم إبراهيم الخليل عليه السلام في قوله تعالى: (( وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )) [الشعراء: 83].

وقال كذلك سليمان بن داود عليهما السلام: (( وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ )) [النمل:19].

وقد أوصى سيدُنا محمد صلى الله عليه وسلم عمرَ بن الخطاب عند رؤيته أويس القرني بالدعاء والاستغفار له.

فما بالنا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين فالدعاء عنده وطلب الدعاء والاستغفار منه حياً أو ميتاً فلا شيء فيه حيث أنه صاحب الشفاعة العظمى في الدنيا والآخرة كما جاء في قوله تعالى: (( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا )) [النساء:64].

وكذلك في التحيات في الصلاة نوجه له السلام مباشرة (( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته )).

ومن ينكر أو يظن غير ذلك في شفاعته صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتاً فليقرأ قوله تعالى:   (( أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ )) [المؤمنون:69].

وأما تكريم الأولياء في قبورهم فهي كرامة من الله تعالى لهم أحياء وأمواتاً بقوله تعالى: (( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ )) [يونس:64].

وفي قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً )) [مريم:96].

ومن ينكر ذلك جاء في الحديث القدسي: (( من عادى لي وليّاً فقد بارزني بالحرب )) وفي رواية: (( فقد آذنته بالحرب )).

وختاماً: (( رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )) [الشعراء:83].

أبو أحمد العبادلة

الخميس 20 رمضان 1430 هـ

10 / 9 / 2009 م

 

 



2011 © تصميم: م. محمود شكيب العبادلة

Last update: Thursday, July 07, 2011