المرأة والإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

المرأة والإسلام

قال تعالى: (( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ )) [المائدة:50].

جاهر في الآونة الأخيرة بعض الأقلام عن حقوق المرأة ومنهم من غالى في حقوقها ومنهم مقتصد. فواجبات المرأة المسلمة في الإسلام واضحة وصريحة وهي:

أولاً: إذا بلغت الحلم عليها أن تحتجب (أي أن تلبس الحجاب) لأن جميع جسمها عورة ما عدا الوجه والكفين ولا تصح صلاتها إلا إذا سترت عورتها بعكس الرجل عورته من السرة إلى تحت الركبة. وفي قصة أسماء بنت أبي بكر وأخت عائشة رضي الله عنها وهي عندما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بملابس رقيقة وشفافة قال لها يا أسماء لا يحق للمرأة إذا بلغت الحلم أن تظهر من جسمها إلا هذان وأشار بيديه الشريفة إلى الوجه والكفين.

ثانياً: عدم الاختلاط بالرجال إلا لضرورة شرعية وحتى في صلاة الجماعة لا يجوز للنساء الاختلاط بالرجال بل يكنّ خلف صفوف الرجال لا بل خلف صفوف الأطفال. وفي الحديث عندما سأل صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة الزهراء أي شيء أفضل للمرأة ؟ قالت يا رسول الله بُعد النساء عن الرجال فقبلها بين عينيها وقال ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

ثالثاً: صوت المرأة عورة وحتى في المسجد إذا أخطأ الإمام فالمرأة لا تتكلم بل تصفق باصبعيها السبابة والوسطى اليمنى في باطن اليد اليسرى أما الرجال فيقولون سبحان الله وقال تعالـى: (( فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ )) [الأحزاب:32].

رابعاً: سؤال المرأة أو طلب منها متاع عند عدم وجود زوجها من خلف حجاب لقوله تعالى: (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ )) [الأحزاب:53]. وذلك خوفاً من الفتنة.

خامساً: غض البصر سواء للرجل أو للمرأة لقوله تعالـى: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )) [النور:30]. وقوله للنساء: (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )) [النور:31].

سادساً: من شيمة المرأة المسلمة الحياء وهي فضيلة من الفضائل وإذا خالفته خالفت الفطرة التي خلقها الله عليها وعندما تُستأذن البنت وتُشاور على عريسها عند الخِطبة قالت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يا رسول الله إن البكر تستحي قال رضاها سكوتها وفي الحديث: (الحياء شعبة من الإيمان).

سابعاً: عدم تشبه المرأة بالرجال وخاصة في الملابس ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء المتشبهات بالرجال والمترجلات من النساء ومنعهن من دخول البيوت على النساء وذلك لنبذهن واحتقارهن وحتى يكون ذلك رادعاً وزاجراً لهن وعقاباً لمخالفتهن فطرتهن التي خلقهن الله عليها وهي الأنوثة والرقة والحياء.

ثامناً: عليها تربية أولادها تربية إسلامية فاضلة من كرم وسخاء وتضحية وشجاعة وآداب واحترام الغير وترك الرذيلة وهذا زيادة على حضانتها لأطفالها من رضاعة وعناية ورعاية لهم.

تاسعاً: حق عليها لزوجها من طاعة له واحترام وتخفيف لآلامه وأحزانه وهمومه وعنائه عند عودته من عمله مرهقاً متعباً وتقدم له الطعام والشراب وإعطائه حقوقه الزوجية المعروفة وتكون له سكناً واطمئناناً. وفي الحديث لو كان هناك سجود لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. وعليها ألا تُدخل بيته من يكره لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله). رواه ابن ماجه

عاشراً: عليها بملازمة بيتها وعدم الخروج إلا لضرورة لقوله تعالى: (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )) [الأحزاب:33].

أما حقوقها فهي المسكن والملبس والطعام والنفقة وحتى لو كانت في عدتها وهي عدة الطلاق. وكذلك لها نصف الميراث بالنسبة للرجال لقوله تعالى: (( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ )) [النساء:11].

وبالنسبة للنفقة قال تعالـى: (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )) [النساء:34]. وفـي آيـة أخرى: (( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )) [البقرة:228]. فجعل الله في مقابل النفقة القيادة للرجل وبما فضله الله تعالى من القوة في الجسم ولضعف تكوين جسم المرأة من حيض ونفاس وحمل ورضاعة. وكذلك قوة في العقل وليس قوة العقل هي الذكاء كما يظن البعض بأن بعض الفتيات يتفوقن على الطلاب في الدراسة بل هنا قوة العقل هي الإرادة وعدم سيطرة العاطفة عليه كما في المرأة ولذلك جعل الله عصمة الطلاق بيده لأنه أهل للمسؤولية.

ومن قوامة الرجل على المرأة إذا خالفت وشذت أن يعظها فإن لم ترتدع هجرها في النوم وإلا ضربها ضرباً غير مبرح لقوله تعالى: (( وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا )) [النساء:34].

ولتعلم النساء أن القابضة على دينها في هذا الزمان كالقابضة على الجمر ولذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزواج من ذات الدين حتى تلتزم بمبادئ الإسلام من حجاب وخلافه لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تنكحوا النساء لحسنهن فلعله يرديهن ولا لمالهن فلعله يطغيهن وانكحوهن للدين ولأمة سوداء خرقاء ذات دين أفضل). واعلموا قوله تعالى: (( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )) [الحديد:20].

وختاماً أقول لمن يعترض على الحجاب قوله تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )) [الأحزاب:36].

أبو أحمد العبادلة

 



2011 © تصميم: م. محمود شكيب العبادلة

Last update: Thursday, July 07, 2011