بسم الله الرحمن الرحيم
من أدب الإسلام
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: ((
وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ
رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
)) [النساء:86].
فأول تحية الإسلام البدء بالسلام وهي: "السلام عليكم" وهي سنة والرد
عليها فرض وهو: "وعليكم السلام" وأما ((
بِأَحْسَنَ مِنْهَا
)) فهي تكملة لها وهي: "ورحمة الله وبركاته". وأن الله تعالى يحاسب
ويعاقب من لم يرد التحية كما جاء في الآية السابقة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: [إذا سلم المسلم على المسلمين فلم يردوا
عليه نزع الله عنهم روح القُدُس وردت عليه الملائكة ، وإن إبليس ليبكي من
سلام المؤمن على أخيه يقول يا ويلاه لم يتفرقا حتى غفر لهما].
ولا يجوز أن يصافح المسلم أخاه المسلم وهو جالس وأخوه بين يديه واقف فالله
أمرنا أن نرد التحية بأحسن منها وهي الوقوف إليه وملاقاته ببضع خطوات
ببشاشة وطلاقة وجه أما الفرض الواجب لردها أي مثلها فقط فهو الوقوف عند
المصافحة ما دام الذي بدأ بها واقفاً بين يديه لأن الله تعالى توعد الذي لم
يردها بالحساب والعقاب لقوله تعالى في الآية السابقة: ((
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
)).
قال في ذلك علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: [من أراد أن ينظر إلى رجل من
أهل النار فلينظر إلى رجل قاعد وبين يديه قوم قيام].
فمن أراد المصافحة لغيره وهو جالس تكبراً وليس عنده عذر شرعي من مرض أو
خلافه فقد توعده الله تعالى بإلقائه في جهنم. وفي حديث أبي هريرة رضي الله
عنه شاهد على ذلك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقول الله
تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحداً منهما ألقيته في
جهنم ولا أبالي).
وليعلم المسلمون أن الإسلام دين الحنيفية السمحة ودين الإخاء والمساواة ولا
فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. قال أبو هريرة رضي الله عنه: كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل أبو بكر وعمر فقام لهما النبي صلى
الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله قد نهيتنا عن قيام بعضنا لبعض إلا
لثلاثة: للأبوين والعالم يعمل بعلمه ولسلطان عادل فقال: (كان عندي جبريل
فلما دخلا قام جبريل فقمت أنا مع جبريل). وهذا يدل على أن احترام الغير
والوقوف له واجب ولو كانوا في بيت من بيوت الله تعالى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنكم
لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق).
وقال أبو بكر رضي الله عنه: [لا يحقرن أحد أحداً من المسلمين فإن صغير
المسلمين عند الله كبير].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي
أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد) أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أخفى الله تعالى ثلاثاً في ثلاث: رضاه في
طاعته فلا تحقرن من الطاعة شيئاً ، وغضبه في معصيته فلا تحقرن من المعصية
شيئاً ، وأخفى وليه في خلقه فلا تحقرن منهم أحداً).
أبو أحمد العبادلة
|